كيف تختار سهم استثماري بطريقة صحيحة في 4 خطوات

كيف تختار سهم استثماري ناجح؟ إن امتلاك أسهم أشبه بامتلاك أجزاء صغيرة في شركات ومشاريع تجارية متعددة. وبما أن الشركات المساهمة مُلزَمة بالافصاح عن بياناتها المالية ونشر تقاريرها بصفة دورية، فإنه يجب عليك كمستثمر أن تبدأ بقراءة هذه التقارير قبل اتخاذ قرار شراء أي سهم.

لا توجد طريقة وحيدة صحيحة لكيفية اختيار سهم استثماري، إلا أنه يوجد أساسيات تساعد المستثمرين على تضييق نطاق البحث قبل البدء بقراءة تحليل التقارير المالية لكل شركة بالقائمة.

فيما يلي أهم أربع خطوات على الطريق الصحيح لتصبح مستثمراً على درجة عالية من الثقافة والحنكة الاستثمارية، يعرف جيدا كيف يختار الاسهم الرابحة :

1. تحديد الأهداف الاستثمارية.

أول خطوة في اختيار الأسهم هي تحديد هدف المحفظة. سيطبق المستثمرون الذين يركزون على متطلبات تحقيق الدخل أو المحافظة على رأس المال أو زيادة رأس المال، معايير استثمار مختلفة في كل منهم؛ فالمستثمرين الذين يركزون على الدخل، يختارون عادةً الشركات منخفضة النمو في صناعات وقطاعات مثل المرافق، ويوجد ايضا بدائل أخرى مثل صناديق الـREITs و الشراكات المحدودة الرئيسية ( MLP وهي نوع من المشاريع التجارية الموجودة على شكل الشراكة المحدودة للتداول العام) وهي متاحة بسهولة. أما ذوي القدرة المنخفضة على تحمُل المخاطرة، والمهتمين بالحفاظ على رأس المال بشكل أساسي، يميلون للاستثمار في الشركات الكبرى المستقرة. بينما يستهدف المستثمرون الذين يحاولون زيادة رأس مالهم الشركات ذات القيم السوقية ومراحل دورة الحياة المتفاوتة.

اقرأ أيضا: 4 خطوات لبناء محفظة استثمارية مُربِحة

2. اختيار الشركات.

تتضمن المرحلة التالية في عملية اختيار الأسهم إيجاد الشركات المثيرة لاهتمامك. يوجد 3 طرق بسيطة لإيجاد الشركات:

1. ابحث عن صناديق المؤشرات المتداولة ETFs التي تتبع أداء صناعة أو قطاع معين، وتعرّف على مجموع استثماراتها. هذا سهل جدًا ولا يحتاج منك سوي البحث عن “ETF الصناعة س”، وستكشف صفحة ETF الرسمية إما عن كل ممتلكات صندوق الاستثمار أو أفضل الممتلكات الموجودة فيه.

2. استخدام أداة فرز لفلترة الأسهم بناء على معايير معينة، مثل القطاع أو الصناعة. توفّر أدوات فرز الأسهم للمستخدمين خصائص إضافية، مثل فرز الشركات بناء على القيمة السوقية، أو عائد التوزيعات، أو مقاييس استثمار مفيدة أخرى.

3. ابحث في المدونات، ومقالات تحليل الأسهم، وبيانات الأخبار المالية للبحث عن أفكار حول الشركات الموجودة في قطاع الاستثمار المختار. تذكر، اقرأ كل شيء بأسلوب نقدي، وحلله من كل الجوانب.

إن الأساليب الثلاثة سالفة الذكر ليست الطرق الوحيدة لاختيار شركة ما بالطبع، ولكنها تعتبر نقطة بدء لا بأس بها.

إن الشركة أكثر من مجرد مجموعة من الأرقام، فهي كيان حي قائم بذاته، تحدث فيها أشياء وتغييرات جديدة كل يوم، وكلها مهمة جدًا لأدائها وقيمتها المستقبلية. ادرس جيدًا البيانات المالية الأساسية للشركة: الإيرادات، والهوامش التشغيلية، والتدفق النقدي.. سترسم لك هذه العوامل صورة معقولة عن الوضع المالي الحالي للشركة، وقدرتها على تحقيق الربح على المدى القريب والبعيد.

من ناحية الإيرادات، يجب على المستثمرين دراسة مدى استقرار هذه الإيرادات واتجاهها. تقيس الهوامش التشغيلية مدى كفاءة عمليات الشركة، من ثمّ تعتبر الهوامش التشغيلية المرتفعة أفضل من الهوامش التشغيلية المنخفضة. يجب مراجعة أرقام التدفق النقدي في الشركة، وخاصة التدفق النقدي لكل سهم، لأن هذا مفيد في قياس الربحية، كما تساعد في تقييم ما إذا كانت قيمة السهم مبالغ فيها أم أقل مما يجب.

3. قراءة التقرير السنوي للشركة.

لنفترض أنك حصلت على التقارير السنوية لعدّة شركات، كيف تقرأها لتحصل على المعلومات التي تريدها؟

ستبدو التقارير وكأنها مكتوبة بلغة غير مفهومة في البداية، لذا يُنصح بمقابلة مستشار مالي ليمنحك درسًا سريعًا أولاً، صحيح أن هذا قد يكلفك بعض المال، ولكنك ستحصل على معلومات لا تُقدر بثمن في النهاية.

إن قراءة تقرير سنوي مفتاح القدرة على تحديد قيمة الشركة، وستتعلم مع الوقت والتدريب كيف تقرأ الأرقام، وتفهم ما يجري داخل الشركة. كما ستبدأ في فهم مصطلحات مثل الشهرة التجارية والإهلاك والأسهم القائمة المُخفَّضة.

اقرأ أيضا: المحفظة الاستثمارية المثلى لعوائد مجزية

4. مواكبة ما يجري في السوق.

لو أردت أن تصبح مستثمرًا مُطلعًا، يجب أن تواكب الأحداث والآراء السائدة في السوق. تمثّل قراءة المدونات والمجلات والأخبار المالية على الإنترنت أحد أشكال البحث السلبي الذي يمكنك فعله يوميًا. قد يبني مقال إخباري أو تدوينة أساسًا لقرار استثماري أحيانًا.

كيف تختار سهم استثماري من مقالة اخبارية؟ على سبيل المثال، قراءة مقال صحفي حول عملية استحواذ كبيرة قد يدفعك لإجراء مزيد من البحوث حول الأساسيات التي توجّه هذه الصناعة. يوفر الإنترنت كَم هائل من المعلومات بسهولة، ويقدم تحليلات لأي حدث كبير يجري في السوق من خبراء استثمار مختلفين ذوي وجهات نظر متعددة. قد تكون الفرضية الضمنية بسيط أحيانًا، مثل: “يوجد اتجاه للابتعاد عن الفقر في الأسواق الناشئة حاليًا، مما أدى لزيادة عدد الأشخاص الذين انتقلوا للطبقة المتوسطة. نتيجة لهذا، ستحدث زيادة في الطلب على المنتج/السلعة س”. يمكن أخذ هذه الفرضية للمستوى التالي عن طريق استنتاج المستثمر أن زيادة الطلب على السلعة س سيؤدي لازدهار عمل مُنتجي السلعة س.

يُشكّل هذا النوع من التحليلات الأساسية البسيطة أساسًا لتكوين “القصة” العامة وراء الاستثمار، والتي تبرر شراء أي سهم في صناعة معينة. أحد متطلبات البحث المهمة هي الفحص الدقيق للافتراضات والنظريات الخاصة بالفرضية الأصلية، كمثال: لو كان إمداد س لا محدود، فإن الضغط لزيادة الطلب لن يؤثر إلا قليلاً على الشركات التي تعمل في مجال بيع وإنتاج س. بعد إجراءك لهذا البحث النوعي واقتناعك بالفرضية العامة، يمكنك مواصلة التحليل باستخدام الإصدارات الصحفية للشركات، وتقارير عروض المستثمرين.

اقرأ أيضا: طريقة الاستثمار طويل الاجل في الاسهم

الخلاصة

كيف تختار سهم استثماري بنجاح في ظل كثرة المعلومات والخيارات المتاحة التي تُصعِّب أحيانا قرار الاستثمار بأكثر مما يسهّله، لذلك سيساعدك تحديد أهدافك الاستثمارية أولا والقيام بفرز أولي للأسهم بناء على هذه الأهداف، على بدء بداية صحيحة نحو اختيار الأسهم التي ستلبي احتياجاتك. رغم ذلك، تذكر أن خطوات الفرز هذه تضيق نطاق قائمة خيارات الاستثمار المحتملة فقط، ولكنها لا تحل محل التحليل الأساسي المعمَّق.

لتقوية معرفتك الاستثمارية عليك بقراءة الكتب الاستثمارية والمالية وكل ما يتعلق بالأسهم والقوائم المالية.

إن اختيار أسهم رابحة أمر شديد الصعوبة إن لم يكن مستحيلا، لهذا نستخدم المحافظ، ونطبق التنويع في توزيع الأصول. ونبني قراراتنا الاستثمارية على الوضع المالي والإداري والتشغيلي والتسويقي للشركات.

أضف تعليق

آخر مقالات الموقع