كرائد أعمال فإنك تسعى لتنمية عملك وتعمل لقرابة 60 أو 70 أو 80 ساعة في الأسبوع بجد و تحاول أن تجعل مشروعك مربحا. هذا كله ليس من أجل بناء مشروع تجاري ناجحة أو علامة تجارية ذائعو الصيت، بل تذكر أن هدفك الاساسي هو توفير دخل يؤمن لك الكرامة المالية من اجل حياة كريمة لك ولعائلتك.
ومع ذلك، فإن سعيك بكل جهد للحصول على مكاسب مشروعك المالية : مثل الرفع من الإيرادات وزيادة هوامش الربح.. ليسا سوى جزءا بسيطا من المعركة. أنت بحاجة أيضا إلى التركيز على تدبير أمورك المالية الشخصية من أجل تأمين مستقبلك المالي.
إنه لأمر غريب أن نجد العديد من رواد الأعمال ناجحين في إدارة الشؤون المالية لمشاريعهم الخاصة بهم، بينما يعانون عندما يتعلق الأمر بتدبير شؤونهم المالية الشخصية. طبعا، هذا راجع لكونهم لا يكرسون الوقت والجهد الكافيين للقيام بذلك، ويركزون بشكل كبير على عملهم على حساب أنفسهم مما يعرض مستقبلهم للخطر.
هل أنت واحد من الذين يعانون من هذا الأمر ؟ قد تظن أنك تُبْلي حسنا في مشروعك و أنك لا تتعب من أجل تغطية نفقاتك. ولكن تأكد أنك بهذا الأسلوب لست بصدد تمهيد الطريق لمستقبل مالي مشرق.
جرب هذه النصائح الستة الخاصة بإدارة مالك الشخصي :
1. حدد أهدافا مالية
تعتبر الأهداف المالية الشخصية مفتاح النجاح والطريق لتحقيق الاستقلال المالي، فأنت بحاجة لوضع بعض الأهداف المالية الطويلة والقصيرة الأجل. اذا كان شخص سيتقاعد الآن سيحتاج إلى مبلغ معين من المال (x$) حتى يكون مطمئنا إلى حد ما، فإن الشخص البالغ من العمر حاليا 20 سنة سيحتاج إلى أكثر من 7 أضعاف من هذا المبلغ (x$*7) لينعم بنفس نمط الحياة (مع أخذ التضخم وغيره من العوامل بعين الاعتبار). إن هذا المبلغ من الدولارات بدقة ليس مهما، ما يهم هو وضع أهداف واقعية والسعي وراء تحقيقها.
2. احصل على تعليم مالي
يمكنك الاستعانة بمستشار مالي ليساعدك على وضع الأهداف وإيجاد أدوات استثمارية مناسبة تساعدك على زيادة وتنمية مدخراتك، ولكن يجب عليك أيضا الانخراط في هذه العملية. ان التعليم المالي هو مفتاح و يجب عليك أن تكون على استعداد للتعلم.
لحسن الحظ هنالك دورات مجانية على الانترنت التي تعلمك كيفية الاستثمار وهنالك أيضا مجتمعات على الانترنت تمكنك من طرح الأسئلة وطلب المشورة. وهنالك كذلك قنوات يوتيوب تعليمية حول التمويل الذاتي. واظب على التعلم وستحصل نتائج سارة جدا.
3. أنشئ ميزانية
إذا لم لديك ميزانية، فإنك إذا تستنزف الكثير من المال. فكر في الأمر، فكيف لتجارتك أن تستمر دون ميزانية ملموسة؟ من المحتمل أنك سترتكب بدونها الكثير من الأخطاء المكلفة، ونفس الشيء ينطبق على حياتك الشخصية.
لا تؤتي الميزانية أكلها في حالة التزمت بها قدر الامكان. عدِّل سلوكك و غيِّر أسلوب حياتك ليتناسب مع ميزانيتك، أيضا حدّد أهدافًا قصيرة المدى لميزانيتك حتى تتمكن من إنجاحها. حدّد هدفًا حتى تسعى إلى تحقيقه، وإلا فإنك ستتوقف عن متابعة مصروفاتك في النهاية. الميزانية في الحقيقة لا يجب أن تكون مقيّدة لحياتك على الإطلاق، ولا يجب أن تمنعك من شراء الأشياء التي تريدها حقًا، بل هي توجهك وحسب لأكبر أولوياتك.
لا تعتمد على ذاكرتك ، قم تنزيل برنامج لإعداد الميزانيات، أو استعمل الورقة والقلم، أو ببساطة يمكنك استخدام برنامج “إيكسل”. بغض النظر عن الطريقة التي تفضّلها، تذكر أن الذين يكتبون اهدافهم و خططهم يحققون أكثر من الذي لا يدونون ذلك.
4. افتح حسابا للتقاعد
إذا بدأت بالادخار للتقاعد في سن 25 أو 30 بدلا من 35 أو 40، فإن هذا سيشكل دفعة قوية لمستقبلك المالي. افتح حساب تقاعد ذو مردودية استثمارية ثابتة و مضمونة و قم بتمويله بـ 5% او 10% من دخلك. حتى لو كنت تستطيع أن تضع بضع عشرات الدولارات شهريا في حساب تقاعدك، ستتفاجأ بالنتائج التي ستحققها. وكلما بدأت مبكرا كان ذلك أفضل.
5. أنشئ صندوقا للطوارئ
إذا كان وضعك المالي جيدا الآن، فإن حياة رجل الأعمال تتقلب كثيرا. كل ما يتطلبه الأمر هو قيام بضع عملاء بسحب حساباتهم ليتحول دخلك من مريح إلى ضيق في غضون أسابيع. ولذاك فإنه من الذكاء إنشاء صندوق للطوارئ.
6.خذ التمويل الشخصي على محمل الجد
من السهل أن تنغمس في الشؤون المالية الخاصة بعملك/مشروعك وتركز على زيادة المبيعات و هوامش الربح، ولكنك بذلك لا تُسْدِ لعائلتك أي معروف إذا لم تكن تقضي الكثير في الوقت في مراجعة الوضع المالي الخاص بك.
إن بناء ثروة شخصية تسمح لك بحياة مريحة يتطلب منك تخطيطا استراتيجيا وبعد نظر. يجب الاستمرار في تطوير خطتك المالية لتساعدك في تحقيق أهدافك المالية بشكل أكثر فعالية.