أفضل 5 افلام عن التداول المالي 2023

هناك العديد من الأفلام التي قد تكون ممتعة جدًا لأولئك بالتداول المالي. سنلقي نظرة في هذه المقالة على مجموعة من أروع افلام عن التداول التي ستطلعك على رحلات النجاح التي أنجبت بعضا من أنجح المتداولين وعن العقبات التي تصدت لهم والخصال التي ميزتهم. [1]Best Movies About Financial Trading, axiory. تم الاطلاع 2022-04-13.

Too Big to Fail

أولا في مقالة افلام عن التداول “Too Big to Fail” الذي يركز على الأحداث التي سبقت الأزمة المالية لعام 2008 وعلى بداياتها. تبدأ القصة عندما يكافح ريتشارد فولد، الرئيس التنفيذي لـ “ليمان براذرز”، لإيجاد حل لانخفاض أسعار أسهم الشركة. أدى الإفراط في الاستدانة والتعرض الكبير لسوق الإسكان إلى فقدان المستثمرين الثقة في هذا البنك الاستثماري وبدأوا في بيع أسهمه مما أدى الى تراجعه بشكل كبير.

على الرغم من هذه التحديات الهائلة، كان لدى فولد العديد من الفرص لتحقيق الاستقرار وإنقاذ الشركة من الإفلاس. لكنه ارتكب في هذه العملية العديد من الأخطاء الاستراتيجية الهامة التي غيرت مصير الشركة تماما.

أولاً، رفض فولد عرض الاستثمار من وارن بافيت الذي كان مستعدًا لاستثمار عدة مليارات من الدولارات عن طريق شراء حصته مقابل 40 دولارًا للسهم الواحد مقابل توزيع أرباح بنسبة 9٪ سنويًا. كان السبب وراء الرفض هو أنه كان سعر سهم شركته عند 66 دولارًا، وبالتالي فان 40 دولارًا هو سعر منخفض جدًا بالنسبة له، كما انه لم يرغب في دفع ملايين الدولارات كتوزيع أرباح.

كان هذا خطأ استراتيجيًا فادحًا، لكن هذه لم تكن الفرصة الضائعة الوحيدة. كان هناك الكثير من المفاوضات مع المستثمرين الكوريين التي سارت بشكل ناجح الى أن انضم فولد إلى المناقشة وطلب من نظيره الكوري إلقاء نظرة على العقارات ما أدى الى فشل المفاوضات. وفي وقت لاحق، اقترح أحد مسؤولي الخزانة على فولد بيع أسهم الشركة مقابل 5 دولارات أو أقل للسهم، لكنه رفض بشدة.

عمل وزير الخزانة الأمريكي هنري بولسون، على التصدي لخطر افلاس بعض البنوك الاستثمارية مثل ليمان براذرز، وجمع ممثلي البنوك الأمريكية الكبرى من أجل التوصل الى حل خاص لها، لكنهم فشلوا في النهاية في القيام بذلك. وخلال نفس الفترة، فشلت الشركة في محاولتها الأخيرة للاتفاق على صفقة مع باركليز مما أدى الى افلاسها.

وقف هنري بولسون بعد ذلك، بحزم شديد في موقفه لعدم تكريس أي أموال عامة لإنقاذ هذا البنك الاستثماري، حيث قال: “إذا واصلنا تغطية خسائرهم، فلن يتعلموا أي شيء أبدًا”. لكنه سرعان ما غير مبادئ الإنقاذ الخاصة به عندما بدأ بيع الذعر بالهيمنة على السوق. فقد عمل مع رؤساء بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك ووزير الخزانة المستقبلي تيموثي جيثنر والبنوك الاستثمارية المتبقية لتجنب تكرار نفس السيناريو الذي حدث مع ليمان براذرز. بالإضافة الى أنه سمح بإطلاق برنامج إغاثة الأصول المتعثرة بقيمة 800 مليار دولار، والمعروف أيضًا باسم TARP.

نصح أحد الموظفين السابقين في بولسون وزير الخزانة الأمريكي بتأميم بعض البنوك وضخ رأس المال فيها كإجراء مؤقت لضمان بقائها على قيد الحياة. تلقت هذه الخطة الكثير من الشك والمعارضة من قبل موظفي الخزانة الأمريكية، لكن سرعان ما وافق عليها بولسون نظرا لبطء وعدم فعالية الخطط البديلة.

وفقًا لبنود هذه الاتفاقية، ستصبح حكومة الولايات المتحدة مساهماً في تلك المؤسسات المالية في مقابل ضخ مبالغ ضخمة من رأس المال فيها كقرض أساسي، ثم سيتعين على البنوك دفع فائدة بنسبة 5٪ على تلك القروض للحكومة الأمريكية و9٪ فائدة بعد ذلك.

من أجل تجنب مصاريف الفائدة وإعادة شراء الأسهم من الحكومة، سيكون لدى البنوك خيار إعادة سداد أموال TARP في وقت ما في المستقبل. ثم ينتهي الفيلم بوزير الخزانة ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بن برنانكي، املا أن تستخدم البنوك أموال TARP لإقراضها لعملائها.

يروي فيلم “Too Big to Fail” هذه القصة الملهمة والمؤثرة في قالب مثير وممتع يجذب المتفرج من الدقيقة الأولى الى الأخيرة. هذا هو السبب في كونه الأول في قائمة أفضل افلام عن التداول.

هناك العديد من الدروس التي يمكن استخلاصها من هذا الفيلم. أولاً، من الرئيس التنفيذي لشركة ليمان براذرز الذي اتخذ قراراته بناءً على الكبرياء والعواطف، مما أدى به الى الهاوية. هذا يعني أنه أحيانا، قد يكون قبول خسارة جزئية أفضل بكثير من المخاطرة بخسارة كل شيء.

يُظهر هذا الفيلم أيضًا أنه بسبب الصفقات وعمليات الاستحواذ خلال الأزمة المالية لعام 2008، أصبح حجم العديد من البنوك وشركات التأمين الأمريكية كبيرًا جدًا لدرجة أنها أصبحت أكبر وأقوى من الفشل نفسه، وسيكون لانهيار وإفلاس أي منها تأثيرا على بقية القطاع ويمكن حتى أن يؤدي الى انهيار الاقتصاد الأمريكي بأكمله في النهاية.

لذلك فالفكرة المستخلصة من الفيلم هي أنه على الرغم من حقيقة أن الركود العظيم لعام 2008 قد انتهى الآن، إلا أن هناك الكثير من المشاكل والتهديدات العامة التي لم يتم حلها بعد.

Margin Call

ثانيا في مقالة افلام عن التداول “Margin Call” الذي يحتوي على بعض الإشارات المباشرة إلى مصطلح التداول: نداء الهامش، ويعرض قصة بنك استثماري واحد لم يذكر اسمه خلال الأزمة المالية لعام 2008. اكتشف اثنان من موظفي هذه الشركة أنها كانت تمتلك كمية كبيرة من الأصول السامة وأن قيمة هذه الاستثمارات من المرجح أن تنخفض بشكل كبير في المستقبل المنظور.

بعد جولة من المناقشات والتحليل، قرر المدير المالي للشركة أن يقوم ببيع جميع هذه الأصول من أجل الحفاظ على ملاءة الشركة. كانت المشكلة هنا تكمن في أن موظفي الشركة أمضوا سنوات في بناء علاقات ثقة مع ممثلي البنوك الاستثمارية الأخرى، وبالتالي فإذا قاموا بإلقاء كل تلك الأصول السامة في السوق، سيؤدي ذلك الى تدمير سمعتهم في الصناعة.

كتعويض عن هذه الخسارة، حدد الرئيس التنفيذي للشركة النسبة المئوية التي يجب على الموظفين تحقيقها عند بيعهم لهذه الأصول، وأخبرهم أن كل موظف وصل إلى هذه الأهداف سيحصل على مكافأة قدرها مليون دولار في يوم واحد.

تحولت هذه العملية الجريئة في النهاية إلى نجاح باهر، لكن سيتغير مجرى القصة عندما يضطر الرئيس التنفيذي إلى طرد عشرات الموظفين الذين شاركوا في هذه المبيعات بلا رحمة لأنه كان من الواضح أنه لن يتعامل معهم أحد بعد ذلك.

يحتوي هذا الفيلم على الكثير من الدروس للمتفرجين. فهو يُظهر أنه على الرغم من وجود قدر كبير من الأرباح المحتملة في هذا المجال، الا أنه يمكن للناس بسهولة أن يفقدوا وظائفهم بسبب المنافسة الشرسة والطبيعة القاسية للعمل. بالإضافة الى أنه يوضح أن لسمعة الفرد قيمة أكبر بكثير من امتلاك ملايين الدولارات.

Big Short

ثالثا في مقالة افلام عن التداول “Big Short” الذي يروي قصة 3 مجموعات مختلفة من المتداولين، الذين قرروا اتخاذ مركز قصير مع الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري. يُظهر الفيلم في البداية، أن مثل هذه الأداة لم تكن موجودة، ولكن نظرًا لطلب من عملائها، قررت البنوك الكبرى إنشاء مثل هذه الأداة للسماح بهذا النوع من التداول.

يصور الفيلم أيضًا الطبيعة المتهورة للإقراض من قبل بعض شركات الرهن العقاري، حيث يحصل بعض الأشخاص على 5 قروض عقارية في وقت واحد، أو قد يحصل البعض على تلك القروض على الرغم من عدم توفرهم على أي وظائف أو أي نوع من الدخل.

بالنسبة لصناديق التحوط الثلاثة، كان من المحتم أن ينهار السوق بأكمله، وهو أمر بدا غير معقول للمستثمرين والتجار الآخرين. وفي النهاية، أدت تلك الخطوات الجريئة ثمارها، حيث حققت صناديق التحوط أرباحًا ضخمة، وصلت الى 489٪ على الاستثمار الأولي.

هناك عدة دروس يمكن استخلاصها من هذا الفيلم، فالفكرة الرئيسية هنا هي أنه يجب على المتداولين والمستثمرين أن يثقوا في تحليلهم بدلاً من مجرد اتباع ما يقوله السوق والتصور العام له.

Madoff (ABC)

رابعا في مقالة افلام عن التداول “Madoff”. تعد أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في الفيلم هو أنه يتضمن تعليقات الممثل الذي يلعب دور مادوف، والتي يشرك من خلالها الجمهور ويوضح لهم تفاصيل كيفية تمكنه من مراوغة المنظمين.

يُظهر الفيلم كيف تمكن مادوف من إقناع المليارديرات ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن أيضًا في أوروبا ومناطق أخرى من العالم بإيداع مليارات الدولارات في صندوقه، وكيف تمكن نتيجة ذلك من شراء المنازل الفاخرة والسيارات وجميع الأشياء الأخرى التي يمكن أن يشتريها المال.

يُظهر الفيلم أيضًا هيكل شركة مادوف، حيث وضع أبناؤه في قسم التداول لتنفيذ الصفقات من أجل تحقيق ربح للشركة، تمامًا مثل أي بنك استثماري آخر. لكن لم تكن هذه الا واجهة للتغطية على بقية الأعمال، أي الأعمال التي تتم في الطابق 17.

مستوى التنظيم الذي تسم به الطابق 17 مثير للإعجاب حقا. في الواقع، كان لدى مادوف هناك موظف مختص في معرفة الرصيد المتغير للصندوق في جميع الأوقات، بالإضافة الى موظفين اخرين كانت مهمتهم تزوير بعض الوثائق بطرق لا تخطر على البال مثل سكب أكواب من القهوة الساخنة على الأوراق لجعلها تبدو قديمة.

على الرغم من عدد من عمليات التفتيش والمقابلات التي أقيمت مع لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، تمكن مادوف من صرف أي نوع من الشك عن هؤلاء المسؤولين الحكوميين، مما سمح له بالاحتيال على المزيد من عملائه دون أي إزعاج.

كان المخطط الأساسي لشركة برنارد مادوف هو أن تقدم لعملائها عائدًا ثابتًا بنسبة 10-12 ٪ سنويًا على الاستثمار، بغض النظر عن الظروف في الاقتصاد. درجة الاستقرار التي منحها هذا العرض للعديد من المستثمرين جذابة للغاية، مما جعلهم يتوافدون على صندوقه.

المشكلة هنا هي أن مادوف لم يستثمر في الأسهم أو السندات أو سوق العقارات من أجل كسب بعض العائدات للمستثمرين، بل وضع هذه الأموال في حسابات توفير بنسبة 2٪ لدى البنوك. من الواضح أن هذا لم يكن كافيًا لتعويض تكاليف دفع عائد سنوي بنسبة 10٪ للمستثمرين، لكن ما ساعده على هذه العملية هو توافد الأفراد الأثرياء الجدد على صندوقه للاستثمار بمبالغ ضخمة.

تغير الوضع بشكل كبير بعد انهيار سوق الإسكان وبداية الأزمة المالية لعام 2008، فقد بدأ كبار عملاء الشركة في سحب أموالهم، وتقلص رصيد الصندوق بشكل كبير. في البداية، تمكن مادوف من تحقيق الاستقرار في الموقف من خلال مطالبة بعض عملائه الأكبر سنًا بمزيد من المال، لكن لم تكن هذه الإجراءات كافية. ونظرًا لانخفاض رصيد الصندوق إلى أقل من مليار دولار، أدرك مادوف أن كل شيء انتهى.

أخبر حينها مادوف زوجته وولديه عن عمليات الاحتبال التي قام بها، وكانت نتيجة ذلك أنهم تبرؤوا منه ونددوا به لمكتب التحقيقات الفيدرالي ليتم القبض عليه وكشف مخططه بالكامل.

كانت ردود فعل عملاء مأادوف على تلك الأحداث مختلفة. فقد تمكن بعضهم من الخروج من الصندوق قبل الكشف عن المخطط، بينما لم يتقبل الاخرون الوضع الى أن انتهى الأمر بأحدهم الى الانتحار.

حُكم على برنارد في النهاية بالسجن لمدة 150 عامًا، لكن الاستقبال الذي حظي به في السجن جعله يبدو كبطل.

تذكرنا هذه السلسلة بالمثل الذي يقول: “إذا كان يبدو جيدًا جدًا لدرجة يصعب تصديقها، فمن المحتمل أن يكون كذبة”، كما أنها تندد بأهمية التنويع في الاستثمار والتداول عوضا عن وضع البيض كاملا في سلة واحدة. يعلمنا الفيلم أيضا أن نجري البحوث المفصلة والدقيقة قبل اتخاذ أي قرار استثماري، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمبالغ الكبيرة من المال.

Black Wednesday

أخيرا في مقالة افلام عن التداول “Black Wednesday” الذي يتحدث على تداول الفوريكس، وكما يوحي الاسم، فهو يغطي أحداث ما يسمى “الأربعاء الأسود” في المملكة المتحدة في عام 1992.

في عام 1990 قررت حكومة المملكة المتحدة الانضمام إلى آلية سعر الصرف الأوروبية (ERM)لربط أسعار صرف العملات الأوروبية المختلفة بالمارك الألماني، والذي كان بدوره مرتبطًا بالوحدة النقدية الخاصة بنظام ERM، بهدف إعداد الدول الأوروبية لاعتماد العملة الموحدة.

كما يظهر في الفيلم، طلب البنك الألماني (Bundesbank) إجراء مفاوضات مع الحكومة البريطانية بشأن سعر الصرف الذي سيتم ربط الجنيه الاسترليني به. لكن لم تأبه هذه الأخيرة بتلك الطلبات، وقررت تثبيت سعر صرف الجنيه الإسترليني / المارك الألماني عند 2.95، دون استشارة البنك المركزي الألماني.

اعتقد صانعو السياسة الألمان أن المعدل مرتفع للغاية وأن الحكومة البريطانية قد تواجه صعوبة في الحفاظ عليه على المدى الطويل. لكن مرة أخرى، تجاهلت الحكومة البريطانية هذه الاحتمالات، واستمرت في خططها.

كما يظهر الفيلم، كان هذا أول خطأ فادح ارتكب من قبل الحكومة البريطانية، والذي تسبب في سلسلة الأحداث التي أدت إلى “الأربعاء الأسود”.

لم يكن اختيار سعر صرف مرتفع للغاية هو السبب الوحيد الذي أدى إلى خروج الجنيه عن نظام إدارة المخاطر المؤسسي، بل تكمن الحلقة الثانية في سلسلة الكوارث في كانت قرار البنك المركزي الألماني أن يرفع أسعار الفائدة من أجل مكافحة ارتفاع معدل التضخم، والذي حدث بعد إعادة توحيد ألمانيا.

جعلت هذه الخطوة المارك الألماني أكثر جاذبية للمستثمرين والمتداولين. وبالتالي، من أجل منع سعر صرف الجنيه الإسترليني / المارك الألماني من الانخفاض، كان على حكومة المملكة المتحدة أن تضاهي تلك الزيادات في أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الألماني، مما أدى الى إفلاس العديد من الشركات الكبرى وتراجع سوق الإسكان، وتدهور الأوضاع الاقتصادية بصفة عامة.

في مواجهة لهذه المشاكل، قررت حكومة المملكة المتحدة إبقاء أسعار الفائدة ثابتة دون تغيير. كان لهذا القرار معنى كبير من وجهة النظر الاقتصادية، لكنه جعل قيمة الجنيه أكثر عرضة للانخفاض.

ما يجعل ” Black Wednesday” أحد أفضل أفلام عن التداول هو أنه يتضمن مقابلات مع أعضاء مجلس الوزراء السابقين في حكومة المملكة المتحدة، بالإضافة إلى صانعي السياسات من Bundesbank وجورج سوروس، مدير صندوق التحوط الذي استفاد من هذا الحدث.

ذكر جورج سوروس في مقابلته في هذا الفيلم أنه قد تنبأ بأن المبالغة في تقييم الجنيه تمثل فرصة كبيرة مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية. في الواقع، كان سعر صرف الجنيه الإسترليني / المارك الألماني في حالة انخفاض، لكن مع ذلك فقد سمحت آلية سعر الصرف الأوروبية بتذبذب بنسبة 6٪ في الأسعار. هذا يعني أن الحد الأدنى لسعر GBP / DEM كان قريبًا من 2.77.

في مواجهة هذه الضغوط، طلبت الحكومتان البريطانية والإيطالية من البنك المركزي الألماني عدة مرات خفض أسعار الفائدة، لكنهم تعرضوا الى الكثير من المقاومة من طرف صناع السياسة الألمان.

Black Wednesday”” هو بالفعل أحد أكثر أفلام عن التداول إفادة للمبتدئين لأنه يشرح جيدًا كيف تؤثر أسعار الفائدة على سوق الصرف الأجنبي. تزعم المقابلات الرسمية في هذا الفيلم أن مراجعة سعر الصرف كانت خطوة ضرورية لإبقاء هذين البلدين في نظام إدارة المخاطر المؤسسية.

كان من شأن هذا التخفيض المنظم لقيمة العملة أن يخفف الضغط الهبوطي على الجنيه البريطاني، مما جعل مهمة إبقاء العملة البريطانية مرتبطة بالمارك الألماني أمرا سهلا.

كان هذا ثالث خطأ جعل انهيار سعر صرف الجنيه مقابل المارك الألماني أمرًا لا مفر منه. عندما اتخذ صندوق جورج سوروس “Quantum Fund” مركزا قصيرا بقيمة 10 مليارات دولار على الجنيه، بدأت العملة البريطانية في الانخفاض بشكل كبير.

استجاب بنك إنجلترا بتدخلات ضخمة في سوق الفوركس، حيث أنفق مليارات الجنيهات في هذه العملية. كما أنه قد سمحت حكومة المملكة المتحدة بالعديد من عمليات رفع أسعار الفائدة الطارئة التي وصلت حتى 15٪. لكن لم يكن لهذه الإجراءات الا تأثير ضئيل على أسعار الصرف، حيث ذكر سوروس نفسه في الفيلم، أن هذه الزيادات لم تكن الا فعل يأس.

ستظهر الأقسام الرسمية اللاحقة خلال ذلك اليوم خسارة فادحة لدافعي الضرائب البريطانيين، بحيث خسر بنك إنجلترا 3.3 مليار جنيه إسترليني. وبعد عدة اجتماعات لمجلس الوزراء، قررت حكومة المملكة المتحدة في النهاية الاستسلام وترك آلية سعر الصرف الأوروبية، وفي الوقت نفسه، تمكن جورج سوروس من جني ما يزيد عن مليار دولار من الأرباح.

على الرغم من هذه الخسائر، شعر بعض المسؤولين البريطانيين بالارتياح لانهيار نظام إدارة المخاطر المؤسسية في المملكة المتحدة، فقد منح ذلك مرونة أكبر لصانعي السياسة البريطانيين لدرجة أنهم أطلقوا عليه اسم “الأربعاء الذهبي” عوضا عن “الأربعاء الأسود”.

يعلمنا هذا الفيلم العديد من الدروس القيمة نظرا لأنه يوضح لنا مثالًا واقعيًا لأهمية التحليل الأساسي في تداول الفوريكس. قد تظل العملات مقومة بأعلى من قيمتها أو بأقل من قيمتها لشهور أو حتى في بعض الحالات لسنوات، ولكن في النهاية، يميل السوق إلى معالجة أوجه القصور في التسعير. هذا يعني أنه هناك الكثير من الفرص التي يمكن الاستفادة منها لتحقيق أموال ضخمة.

يوضح هذا الفيلم أيضا أن الحفاظ على نظام سعر الصرف الثابت قد يكون مهمة صعبة للغاية بالنسبة للحكومات، فهو يحد من قدرة صانعي السياسات على الاستجابة للتحديات الاقتصادية في الوقت المناسب وبطريقة مناسبة.

أخيرًا، يوضح هذا الفيلم أن أسعار الفائدة الحقيقية غالبًا ما تكون أكثر أهمية من أسعار الفائدة الاسمية. والسبب في ذلك هو المعدلات الاسمية التي كانت متشابهة بين ألمانيا والمملكة المتحدة بالرغم من معدلات التضخم المتفاوتة بين البلدين، مما أعطى ميزة حاسمة للمارك الألماني.

المراجع[+]

أضف تعليق

آخر مقالات الموقع