قد يكون بعض الأشخاص بارعين في كسب المال، لكنهم رغم ذلك لا ينجحون في بناء ثروة حقيقية. والسبب في ذلك غالبًا ليس قلة الدخل، بل وجود عادات مالية سيئة تستهلك ما يُجنى بصعوبة.
هؤلاء يعملون بجد، لكن المال يتبخّر من بين أيديهم بسبب قرارات مالية خاطئة ومتكررة.
📘 إذا كنت جادًا في تحسين وضعك المالي، فابدأ الآن باكتشاف هذه العادات والتخلص منها. كما ننصحك بقراءة سلسلة كتب “أسرار المال” التي تمنحك الأدوات العملية لبناء عادات مالية صحية وذكاء مالي متين.
ثق بنا، تجاهل هذه العادات قد يكلّفك الكثير. إليك 10 عادات مالية سيئة يجب التخلص منها فورًا!
1 – الشراء الاندفاعي
الشراء الاندفاعي يحدث عندما تشتري شيئًا دون تخطيط مسبق، كأن تذهب لشراء الخبز والحليب، لكنك تغادر المتجر ومعك كعك لم تكن تنوي شراءه.
غالبًا ما يكون السبب هو التوتر، الحماس اللحظي، أو تأثرك بإغراءات تسويقية مثل العروض المحدودة أو وضع منتجات جذابة قرب نقاط الدفع.
كما تسهم الإعلانات المخصصة في تعزيز هذا السلوك، حيث تُعرض عليك منتجات تلائم اهتماماتك لتشتريها بسهولة بنقرة واحدة.
ورغم أن عملية شراء صغيرة غير مخطط لها قد تبدو غير مؤثرة، إلا أن تكرارها يؤدي إلى اقتناء أشياء لا تحتاجها، وهدر مالك دون فائدة حقيقية.
اقرأ أيضا: 10 طرق لزيادة معدل ذكائك المالي
2 – تقليد الآخرين
تعني هذه العادة أنك تحاول أن تعيش بمستوى يشبه من حولك أو يفوقهم، فقط للحفاظ على صورتك الاجتماعية.
فمثلًا، إذا اشترى جارك سيارة فاخرة، قد تشعر برغبة في شراء واحدة مثلها أو أغلى، حتى لو لم تكن بحاجة لها فعليًا.
هذا السلوك غالبًا ما ينشأ من المقارنة الاجتماعية، التي تغذيها الإعلانات والثقافة السائدة التي تربط السعادة والنجاح بالمظاهر والاستهلاك.
لكن الحقيقة أن كثيرًا من الناس لا يعيشون ما يظهرونه، ولو رأيت الواقع خلف الكواليس، فقد لا ترغب أبدًا في تقليدهم.
كن صادقًا مع نفسك، وأنفق بناءً على احتياجاتك لا على ما يمتلكه الآخرون.
3 – العيش فوق إمكانياتك
تُعد هذه من أكثر العادات المالية شيوعًا، لكنها أيضًا من أسهلها علاجًا.
لتعرف إن كنت تعيش فوق إمكانياتك، دوّن جميع نفقاتك الشهرية. إذا كانت تفوق دخلك، فهذه علامة واضحة على وجود خلل.
الاستمرار في الإنفاق الزائد يؤدي إلى التراكم في الديون، وربما الإفلاس. كما يضعك في دوامة لا تنتهي من محاولة تغطية الفواتير، دون فرصة للنمو أو الاستقرار المالي.
العيش بواقعية وبما يتناسب مع دخلك هو أول خطوة نحو التحرر من التوتر المالي وبناء مستقبل مستقر.
اقرأ أيضا: 9 مهارات تصنع الأثرياء
4 – عدم طلب زيادة في الراتب أبدًا
الكثير من الناس يعتادون على تقليل قيمة أنفسهم في الوظائف، ويقبلون برواتب أقل مما يستحقون. لكن بهذه العقلية، من الصعب تحقيق الثراء.
في عالم يعتمد على التفاوض والتقييم الذاتي، لا أحد سيعرض عليك زيادة دون أن تطلبها.
لن تحصل على راتب أعلى أو سعر أفضل لخدماتك ومنتجاتك إلا إذا بادرت بذلك.
إذا كنت تخشى طلب الزيادة، فربما المشكلة في ثقتك بمهاراتك أو بما تقدّمه. تعلم أن تُقدّر نفسك، فهذه خطوة أساسية نحو النجاح المالي.
5 – غياب الاستثمار
الاستثمار هو أحد أهم مفاتيح بناء الثروة، خاصة إذا استفدت من قوة الفائدة المركبة. فبدلاً من ترك أموالك نائمة في حساب توفير بفائدة ضعيفة لا تتجاوز التضخم، استثمرها لتعمل لصالحك وتنمو بمرور الوقت.
الاحتفاظ بالنقود فقط يعرّضك لخسارة القيمة بسبب التضخم، بينما الاستثمار الذكي يساعدك على تنمية أموالك بوتيرة أسرع.
لكن احذر: لا تستثمر في شيء لا تفهمه. خذ وقتك في التعلم، وابدأ بخطوات مدروسة. وإذا لم تكن قد بدأت بعد، فاليوم هو أفضل وقت لتبدأ.
6 – تجاهل تضخم نمط الحياة
تضخم نمط الحياة يحدث عندما يرتفع إنفاقك مع كل زيادة في دخلك، فتبدأ في شراء أشياء غير ضرورية فقط لأنك تستطيع. على سبيل المثال، بعد حصولك على علاوة، قد تقرر الانتقال إلى منزل أكبر أو تناول الطعام في مطاعم أغلى.
لكن هذه العادة قد تمنعك من تحقيق أهدافك المالية على المدى الطويل. فكلما زاد إنفاقك، قلّ ما يمكنك ادخاره أو استثماره، مما يتركك عرضة لأي طارئ مالي دون استعداد كافٍ. الحفاظ على أسلوب حياة متزن هو أحد مفاتيح بناء الثروة.
اقرأ أيضا: كيف تصبح ثريًا على طريقة وارن بافيت؟
7 – لا تُقرض المال لمن لا يعيده
حين تُقرض المال، ينبغي أن تتوقع استعادته بالكامل، وإلا فأنت لست تُقرض بل تُهدي. قد يكون الكرم صفة نبيلة، لكن التنازل عن مبالغ لا يمكنك تحمّل خسارتها قد يُضر بك ماليًا.
إقراض أشخاص لا يعيدون المال عادة مالية سيئة، لأنها تشجعهم على التمادي، مما يؤثر سلبًا على وضعك المالي وعلاقاتك الشخصية.
لذا، لحماية أموالك وعلاقاتك، كن حازمًا: لا تُقرض إلا من تثق بردّ الدين، وبما لا يُربك ميزانيتك.
8– الاعتماد على مصدر دخل واحد
الاعتماد على مصدر دخل واحد فقط يُعد مخاطرة كبيرة. ففي حال فقدت وظيفتك أو واجهت أزمة مالية طارئة، لن يكون لديك مصدر بديل يساعدك على تغطية نفقاتك. أما إذا كان لديك أكثر من مصدر للدخل – كعمل جانبي، أو دخل من الإيجارات، أو عوائد من الاستثمارات – فأنت بذلك توزع المخاطر. تمامًا كما لو أنك تحمل عدة حقائب، فإذا فُقدت إحداها، يمكن للبقية أن تعوّضك.
9– إهمال الميزانية
عدم تتبع الإنفاق أو إعداد ميزانية يُعد السبب الرئيسي وراء 90% من المشاكل المالية. فهو أول وأهم خطوة لتصحيح العادات المالية السيئة. يجب أن تعرف أين تذهب أموالك، وماذا تفعل بها.
وإذا كنت تظن أن بإمكانك متابعة ميزانيتك في ذهنك أو أنك كسول جدًا لتدوينها، فإليك الحقيقة:
الأمر لن ينجح بهذه الطريقة.
10– المقامرة والاستثمار في مخططات الثراء السريع
نختم بهذه النقطة المهمة، ونترك للمستثمر نافال رافيكانت تلخيصها بأفضل طريقة:
«لا توجد مخططات للثراء السريع، إنها فقط وسائل يستغل بها الأثرياء من هم أقل حظًا.»
ببساطة، إذا وُجد طريق سهل نحو الثراء، فهو على الأرجح فخٌّ لاستغلال من يبحث عن المال.
بناء الثروة مهارة تتطلب وقتًا، وجهدًا، ومعرفة، وكثيرًا من الصبر. وأي شخص يخبرك بالعكس، فهو يحاول الاستفادة منك.
إن لم تتخلّص من هذه العادات المالية السيئة قريبًا، فقد تتفاقم مشاكلك بمرور الوقت.
فاحرص على أن تستخدم هذه النصائح لصالحك، وابدأ بخطوة صغيرة اليوم.