كيف تختار أفضل استراتيجية تناسبك للاستثمار في سوق الأسهم؟

يحتاج الاستثمار في سوق الأسهم إلى خطّة واضحة تجعل المستثمر يصل إلى هدفه دون الكثير من المفاجآت في الطريق، واختيار استراتيجية الاستثمار قبل البدء هو أمر مهمّ لفعل ذلك. عادة ما يبدأ المستخدم الاستثمار من خلال الحصول على تطبيق تداول آمن وجيّد واكتشاف سوق الأسهم لتحديد الخطوات التالية. لكن ربّما يتعيّن على المستثمر قبل القيام بأيّ شيء أن يتعلّم عن استراتيجيات الاستثمار في الأسهم ليختار ما يناسبه منها.

سنشرح لك في هذا المقال ما هي استراتيجيات الاستثمار في الأسهم وكيف تختار أفضل ما يناسبك منها، كما سنعرّفك على أهمّ استراتيجيات الاستثمار في الأسهم.

ماذا نقصد باستراتيجية الاستثمار؟

استراتيجية الاستثمار في الأسهم تعني اتّباع دليل واضح يحدّد قراراتك الاستثمارية ويمنعك من التصرّف دون خطّة واضحة. عادة ما يتمّ بناء استراتيجيات الاستثمار في الأسهم على أساس معايير محدّدة، وهذه المعايير تحدّد أنشطتك الاستثمارية. تساعد استراتيجيات الاستثمار على قياس العائد المتوقّع وتحديد مسارك للوصول إلى هدفك من الاستثمار.

يُعتبر الاستثمار في الأسهم دون استراتيجية واضحة أمرا صعبا ومجازفة قد تجعلك تخسر الكثير، ولهذا من المهمّ التعرّف على مختلف استراتيجيات الاستثمار في الأسهم، ومن المهمّ أكثر تحديد أفضل استراتيجية تناسبك.

كيف تختار أفضل استراتيجية استثمار لك؟

هناك الكثير من استراتيجيات الاستثمار في الأسهم، وقد تحتار أيّهما تختار وربّما تحاول البحث عن الأفضل، لكن ليس هذا ما يجب أن تبحث عنه. فكلّ استراتيجية من استراتيجيات الاستثمار لها إيجابياتها وسلبياتها، والأهمّ من ذلك، لا تناسب جميع الاستراتيجيات نفس الأهداف والظروف.

ولهذا قبل اختيار استراتيجية الاستثمار في سوق الأسهم، عليك أن تحدّد بعض المعايير المهمّة الّتي تجعل عملية الاختيار أسهل، ولدينا لك هنا أهمّ ثلاث معايير لا يجب إغفالها.

حدّد أهدافك المالية

عليك أوّلا أن تقرّر بشكل واضح لماذا تقوم بالاستثمار في سوق الأسهم وإلى أين تريد الوصول. فالاتّجاه نحو استثمار قصير المدى للحصول على مبلغ مالي معيّن يختلف كثيرا عن الاستثمار طويل المدى، مثل التحضير للتقاعد.

وإضافة إلى تحديد الهدف المالي من الاستثمار، عليك تحديد المبلغ المالي الّذي تستطيع توجيهه للاستثمار في الأسهم. فمن ضمن نصائح الخبراء في عالم الاستثمار، من الأفضل أن تنتبه بعناية إلى مصاريفك اليومية أو الشهرية وتتعلّم كيفية توفير المال لتستطيع الاستثمار بأريحية.

حدّد مدى المجازفة الّتي تستطيع تحمّلها

المجازفة جزء رئيسي من الاستثمار في سوق الأسهم، ولهذا عليك أن تحدّد مقدار المجازفة الّذي تستطيع تحمّله، وعليك دوما أن تدرك بأنّ الخسارة محتملة، سواء خسارة جزء من مالك أو خسارة كلّ شيء.

هناك أنواع من الاستثمارات الّتي تحمل معها مجازفات كبيرة، وهناك استثمارات تحمل مجازفات منخفضة، ولهذا عليك الاختيار على حسب المال الّذي تستطيع توفيره وعلى حسب هدفك من الاستثمار وإن كان هدفا طويل المدى أم قصير المدى. وهو ما يعني بأنّ اختيار استراتيجية للاستثمار في سوق الأسهم تعتمد بشكل كبير على مدى المجازفة الّتي تستطيع تحمّلها.

ولأنّ سوق الاستثمار لا يمكن التنبّؤ به بدقّة مهما حاولت، فمن الأفضل ألّا تقوم بالتحقّق من حساباتك الاستثمارية بشكل متكرّر وتصاب بنوبة هلع كلّما بدا لك السوق بحال سيّئة. فهذا الأمر لا يسبّب لك القلق فقط، بل وقد يجعلك تتّخذ قرارات خاطئة تندم عليها. فمن عادات الاستثمار الذكية تجاهل تغيّر السوق المستمرّ والتركيز على الاستراتيجية وعلى أهدافك هو ما يجب أن تتأكّد من فعله.

اختر القيام باستثمارات متنوّعة

الحماية من مخاطر الاستثمارات أمر مهمّ عند اختيار استراتيجية الاستثمار، وتنويع الاستثمارات أحد أفضل الطرق للقيام بذلك. الأصناف الأشهر للأصول هي الأسهم والسندات والنقد، وغالبا ما يمكنك حماية نفسك من خلال الاستثمار في هذه الفئات الثلاث، فإذا ما انخفض سوق أحدها، يمكنك تعويض الخسارة بالآخر. ومن خلال أهدافك وخطّتك المالية، يمكنك تحديد استراتيجية الاستثمار الّتي تسمح لك بهذا التنويع.

إضافة إلى تنويع الاستثمارات، هناك عامل آخر مهمّ يؤثّر على اختيار أفضل استراتيجية استثمار، وهو توزيع الأصول. فقد أظهرت الأبحاث بأنّ أكبر قدر من العوائد مع مرور الوقت قد نتج عن توزيع الأصول وليس بسبب اختيار الأسهم المناسبة أو الوقت المناسب للاستثمار. ويفيد توزيع الأصول بشكل خاصّ أولئك الّذين يهدفون إلى استثمار طويل المدى من أجل التقاعد مثلا.

إليك أشهر استراتيجيات الاستثمار في سوق الأسهم

بعد أن تعرّفت على طريقة اختيار أفضل استراتيجية تناسبك للاستثمار في سوق الأسهم، لا شكّ بأنّك تملك الآن فكرة واضحة عن نوع الاستراتيجية الّتي تحتاج اتّباعها. ورغم وجود الكثير من تصنيفات استراتيجيات الاستثمار في الأسهم، إليك هنا أكثر الاستراتيجيات المستخدمة:

  • الاستثمار في الأسهم ذات القيمة (Value Investing).
  • الاستثمار في الأسهم ذات النمو (Growth Investing).
  • استثمار الشراء والاحتفاظ (Buy and Hold Investing).
  • استثمار الزخم (Momentum Investing).
  • الاستثمار في الأرباح (Dividend Investing).
  • الاستثمار برأس مال صغير (Small Cap Investing).
  • استثمار ESG.
  • استثمار العوامل (Factor Investing).
  • الاستثمار السلبي (Passive Investing).
  • الاستثمار الرئيسي والتابع (Core / Satellite Approach).
  • الاستثمار قصير وطويل المدى (Long / Short Strategies).
  • الاستثمار متعدّد الأصول (Multi Asset Investing).

الخلاصة

لا يتعلّق اختيار استراتيجية الاستثمار في الأسهم بالأفضل أو الأسوأ، بل يتعلّق بأهدافك وخطّتك المالية والمخاطر الّتي تستطيع القيام بها في رحلتك الاستثمارية. يمكنك دوما اختيار استراتيجية وتغييرها لاحقا إن رغبت بذلك، لكن عليك أن تدرك بأنّ ذلك يكلّفك.

ولهذا ومن أجل الحصول على استثمار يلبّي احتياجاتك، من الأفضل اختيار الاستراتيجية بحذر والحصول على المساعدة من خلال خبير مالي أو خلال البحث والتعلّم أكثر عن الاستثمار في الأسهم وعن الاستراتيجيات المشهورة.

أضف تعليق

آخر مقالات الموقع