البيتكوين أفضل استثمار في زمن كورونا!

مع اقتراب موعد “التنصيف” المرتقب خلال الأيام القليلة القادمة، أصبحت سوق العملات الرقمية تمثل فرصة استثمارية مثيرة للاهتمام بالنسبة للعديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم.

يتابع الجميع باهتمام شديد موجة الصعود الكبيرة التي يشهدها “البيتكوين”، حيث ارتفع سعر “البيتكوين” منذ مطلع عام 2020، بنحو الثلث على الرغم من الانهيار الكبير الذي في سعره شهر مارس/آذار المنصرم. ويأتي انتعاش “البيتكوين” متزامنا مع حدث نادر يعرف بالتنصيف (Halving)، حيث انخفضت ​​عدد عملات “البيتكوين” الجديدة بنسبة 50%. وهذه هي المرة الثالثة فقط التي يحدث فيها حدث “التنصيف” في تاريخ “البيتكوين” الذي امتد لمدة 11 عامًا.

إن صعود “البيتكوين” بنسبة 20% منذ مطلع هذا العام، مقابل انخفاض بنسبة 10% تقريبًا في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، وانخفاض سعر النفط الخام بأكثر من 70%، وأيضا مقابل ارتفاع للذهب الذي يعتبر الملاذ الآمن بنسبة 13% فقط.. هي علامة على اكتساب بيتكوين اليد العليا مقابل سوق الأسهم والأصول الأخرى.

التوقعات متفائلة جدا بشأن مستقبل العملة في 2020 رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي يشهده العالم بسبب كورونا. ويعتقد بعض محللي السوق أنه يمكن أن يدفع سعر العملة المشفرة إلى مستويات قصوى جديدة غير مسبوقة هذا العام.

ما هو حدث التنصيف، وكيف يتوافق مع النموذج الاقتصادي للبيتكوين؟

تُستخدم عمليات التنصيف كأداة لمُواجهة التضخم ضمن النظام البيئي للبيتكوين، وذلك مُقارنة بكيفية نشأة البيتكوين استجابة للكساد العالمي خلال عام 2008. تُشير التوقعات الحالية إلى أن حدث التنصيف التالي للبيتكوين قد يُسهم في صعودها لتبلغ مُستويات تاريخية. يُشير ذلك أيضًا إلى أننا قد نشهد زيادة في عدد المُستثمرين الذين يتداولون على البيتكوين.

عملية تنصيف البيتكوين تتضمن خفض المُكافأة التي يحصل عليها المُعدنين إلى النصف عند تعدين كُتلة جديدة بنجاح. تحدث عملية تنصيف كُتلة البيتكوين مرة واحدة تقريبًا كل 4 سنوات، وذلك بعد أن يتم تعدين 210000 كتلة بواسطة النظام. من المُقرر أن تنخفض كُتلة البيتكوين وتنخفض مُكافأة التعدين إلى النصف بعد عملية التنصيف التي ستتعرض لها البيتكوين خلال شهر مايو. وبعد ذلك، سيتم تعدين 900 بيتكوين فقط يوميًا.

– تسعير البيتكوين: تفعيل النظرية الاقتصادية

خفض المعروض من البيتكوين إلى النصف يعني أن العملة بحكم الواقع ستُصبح أكثر نُدرةً. تنص قوانين العرض والطلب على أن الطلب المُستمر على الأصل سيؤدي إلى ارتفاع قيمته وسعره. وكما لاحظنا خلال عمليتي التنصيف السابقتين، فإنه من المُحتمل أن تُسهم عملية التنصيف الثالثة في ارتفاع  سعر البيتكوين.

– هل ستؤدي عملية تنصيف البيتكوين إلى ارتفاع سعرها؟

يتوقع العديد من المحللين أن عدد المستخدمين النشطين للبيتكوين سوف يزداد، سواء في الفترة التي تسبق عملية التنصيف أو بعد حدوثها.  وقد يؤثر ذلك أيضًا على العُملات الرقمية الأخرى وأسعارها.

ساهمت جميع عمليات تنصيف البيتكوين السابقة في ارتفاع سعر البيتكوين على نحو كبير. فبعد مرور عام كامل من عملية التنصيف الأولى التي خضعت لها البيتكوين في عام 2012، بلغ سعر البيتكوين 1000 دولار أمريكي (خلال شهر نوفمبر من عام 2013)، وبعد مرور عام من عملية التنصيف الثانية التي شهدتها البيتكوين في عام 2016، قفز سعرها ليُصبح 20 ألف دولار. يذكر المحللون أن القيمة السوقية للبيتكوين قد تبلغ 1 تريليون دولار بعد حدث التنصيف.

– اهتمام المؤسسات بالبيتكوين

أفادت  تقارير صادرة أيضًا بزيادة اهتمام المؤسسات بسوق البيتكوين. تُشير تلك التقارير إلى أن استثمارات البنوك والمؤسسات الأخرى في البيتكوين قد ازدادت خلال عام 2019. فقد أصدرت شركة Grayscale تقريرًا يُشير إلى زيادة “التدفقات الداخلة على نحو كبير، حيث تضاعفت بواقع ثلاثة أضعاف على أساس ربع سنوي لتُصبح 254.9 مليون دولار بعد أن كانت 84.8 مليون دولار فقط. وأضاف التقرير أيضًا أن غالبية الاستثمارات (84%) جاءت من المؤسسات الاستثمارية التي تخضع لهيمنة صناديق التحوط“. يُشير ذلك إلى أن البيتكوين قد تكون خيارًا جيدًا للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية والسياسية.

ويبدو جليًا أن اهتمام المؤسسات بالبيتكوين هو أمر آخذ في الزيادة قبل عملية التنصيف التالية، وذلك ليس من قبيل الصُدفة على الإطلاق. ومع اقتراب تعرض الأسواق لحالة من الركود ما بعد فيروس كورونا، فمن المُحتمل أن تبدأ المؤسسات الاستثمارية في النظر إلى البيتكوين باعتبار أنها وسيلة للتحوط ضد حدوث أزمة مالية عالمية.

ما ينغي عليك معرفته قبل الاستثمار في “بيتكوين”

ينبغي التمعن في بعض الأمور قبل الاستثمار في العملات المشفرة، مثل فهم السوق وتعلم توقع تقلباته، وهذه أهم النقاط التي ينبغي معرفتها قبل الخوض في استثمار من هذا النوع :

1- العملة المشفرة لا تقتصر فقط على البيتكوين 

أشار الموقع إلى أن البيتكوين تضطلع منذ البداية بأعلى قيمة من أية عملة مشفرة أخرى، إلى جانب أنها كانت العملة الرقمية الأولى من نوعها، وبناء على ذلك، يُعتقد بأنها تتزعم بالفعل المجموعة.

مع ذلك، لا ينبغي للمستثمرين التسليم لهذه الحقيقة والتغاضي عن الخيارات الأخرى، حيث إن هناك العديد من العملات المشفرة الأخرى المثيرة للاهتمام في هذه المرحلة.

ورغم أنها لا تعد ذات قيمة أو معروفة مثل البيتكوين، فإنها بمثابة فرص استثمارية مماثلة، وتشمل القائمة أهم العملات البديلة التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار، مثل إثريوم والريبل وبيتكوين كاش.

ولا تتميز أية عملة عن غيرها، في المقابل لا ضرر من التمعّن الشامل في جميع الخيارات.

2- ليس عليك أن تمتلك العملات 

معظم المستثمرين ينظرون إلى سوق العملات المشفرة ويعتبرون الاستثمار ممارسة بسيطة، أي مجرد عملية شراء للعملات (أو النسبة المئوية منها)، والاحتفاظ بها، والاستثمار فيها، وقد تكون هذه بمثابة الوسيلة الأساسية للاستثمار في العملات المشفرة، ولكنها لا تعد الطريقة الوحيدة.

في الآونة الأخيرة، أصبح من الممكن الاستثمار من خلال عقود الفروقات للعملات المشفرة.

بعبارة أخرى، يقوم عقد الفرق في الأساس على التنبؤ بتقلبات قيمة سلعة معينة مع مرور الوقت، وبدلا من امتلاك السلعة، يستثمر المستثمر في فكرة تقلب قيمتها، مما يسمح لبعض المستثمرين من الاستفادة من المكاسب والخسائر، كما يسمح بالمداولة في جميع الأوقات.

* تنبيه يجب الاطلاع على أهم الأمور المتعلقة بالسوق قبل الاستثمار في سوق العملة الرقمية، والعملات المعينة التي تفكر في الاستثمار فيها، وهو ما من شأنه أن يساعدك على توسيع فهمك، وضمان نجاح عملية الا

أضف تعليق

آخر مقالات الموقع