حتى لا تغرق في الديون! إليك 9 وصايا

نتفق جميعا أن الحياة في هذا العصر اصحبت معقدة بسبب المغريات التي تحيط بنا من كل جانب، وكثرة المتطلبات و تزايد الاقبال على الكماليات التي غالبا ما تكون تكاليفها أكثر من الدخول الشهرية للافراد. ويلجأ الناس إلى القروض في كثير من الاحيان من أجل سد هذه الفجوة بين الدخل و تكاليف الحياة.

إلا أن ما لا يعرفه أغلب الناس أن “الاقتراض” عندما يصبح عادة، فإن الديون تتراكم مع مرور الوقت حتى تثقل كاهل الشخص تخنقه ليدخل في دوامة لا تنتهي من الحلول المؤقتة التي تخرجه من حفرة ليقع في أخرى أعمق، فيعلق بين فكي الرَّحى تطحنه بلا رحمة أو شقفة.

في المقابل، يمكن لكل فرد أن يتجنب الوقوع في مأزق الديون المتراكمة والغوص في عالمها المغري في البداية والمخيف فيما بعد، باعتماد هذه الوصايا التسع :

1. تجنب الاقتراض إلا إذا كنت مضطرا

تجنب الاقتراض إذا لم تكن مضطرا لذلك، ولا تقترض فقط لشراء بعض الكماليات، كشراء سيارة جديدة أو السفر للترفيه أو لتجهيز غرفتك وتجديدها، أو شراء مجموعة من الاجهزة المنزلية المنزلية أو اقتناء دراجة نارية أو غيرها من الاعذار التي لا يمكنك اعتمادها فقط لتقترض مالا.

إن انتشار “ثقافة الاقتراض” داخل مجتمعاتنا العربية الاسلامية ساعدت عليه عوامل كثيرة، منها جهل كثير من المسلمين بتداعياتها الاقتصادية وضوابطها الشرعية، مؤكدا أن شريعة الإسلام لا تقر الاستدانة من دون ضرورة، فالدين خطر في ذاته.

فلا بد أن يكون الاقتراض أمرا استثنائيا وليس أمرا اعتياديا ، وذلك لما له من عواقب وخيمة عليك إذا تعودت عليه في حياتك.

2. لا تنسَ “الدين فهو هم بالليل وذل في النهار”

ابتعد عن الدين قدر الإمكان ولا تقحم نفسك في مشاكله، فبسببه اريقت مياه وجوه الكثير من الرجال الذين اختفوا عن أعين الناس وذلك خوفا من ملاحقة الدائنين وعتابهم، وهروبا أيضا من كلماتهم القاسية، فتجنب الدخول في هذه الدوامة التي تجعل الدين هما بالليل ومذلة في النهار.

قصة حقيقية : رجل تكاثرت عليه الديون حتى لم يعد قادرا على سدادها. وبالطبع تتابع الطُرَّاق عليه، ووجهت إليه الكلمات اللاذعة حتى بلغ به الأمر أن فرّ من بيته وترك أهله لسنة كاملة !! فكانت المضايقات تتابع على أبنه الصغير حتى أُصيب بضائقة نفسية سيئة .. والبقية تأتي !! إلا أن يتداركهم الله برحمته.

3. احذر من خداع البنوك

لا تكن صيدا سهلا لشعارات البنوك التي تشجعك على الاقتراض بادعاء حل مشاكلك و تأمين حاجياتك، والتي يزعمون فيها أن القروض باقساط في المتناول تغير الحياة وتجعلها بسيطة وسهلة، وتمنح الفرد حياة الرفاهية. حيث لا يتطلب منك الأمر سوى تعبئة الطلب ثم الحصول على النقود لتصرفها بكل حرية! والواقع أن هذه المؤسسات البنكية لا تقوم بذلك إلا لتكسب أرباحا طائلة من خلال تلك الفوائد الربوية التي تتضاعف عليك مع مرور الزمن.

هذا القرض المالي الذي يفرح به المقترض لأيام معدودة، يُسهلُ عليه إنفاقه في وجوه الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها، ويغريه بالمزيد من الاستدانة، ولايزال يزداد دينه ثقلا حتى إذا حلَّ الأجل لم يستطيع الوفاء، وطلب تأجيل الدين، ولا يزال يماطل ويؤجل، والدَّين يزداد يوما بعد يوم، حتى يستولي الدائن قسراً على كلِّ ما يملك، فيصبح فقيرا مُعدما أو يسجن.

4. فِرَّ من التقسيط فرارك من الاسد

الاندفاع نحو التقسيط اصبح ظاهرة خطيرة وسلوك غير سليم يقود الناس إلى الغرق في الديون. يجب عليك أن تحذر من هذه الظاهرة حتى لا تكتوى بنارها بعد ان يفوت الآوان. لا تكن صيدا سهلا لدعايات التقسيط و اشترِ حاجياتك مدفوعة الثمن، ولا تغرّك الدعايات الجذابة المغرية. إن قررتَ شراء شيء، فعوِّد نفسك أن توفر له حتى تكتمل قيمته.

فمثلاً الشركات التي تبيع السيارات بالتقسيط ، فهم أولاً : لايبيعون السيارة بثمنها في السوق وإنما بسعر أعلى وأكبر غالبا، وكلما ازداد الأجل بُعداً كلما ازداد الثمن الكلي على المشتري فانظر ماذا ترى ؟

5. أغلق بطاقاتك الائتمانية

أغلق بطاقاتك المسماة بالبطاقة الائتمانية التي غالبا ما يشارك بها الكثير من الناس، حيث تقدم حسب المعتقدات خدمات للمشترك، خلاصتها أن حاملها تسهل عليه عملية أداء الفواتير وتقوم الجهة الممولة لهذه البطاقة بالدفع لصاحب المتجر أو المحلات المتنوعة، لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن للمشرتك زمناً محدداً للسداد للبنك أو الشركة، فإذا انقضى هذا الزمن تضاعف المبلغ عليه بزيارة ربوية كلما تأخر.

ويقع كل من يستعمل هذه البطاقات ضحية للإسراف المتواصل الذي يجعل المصاريف تتزايد بشكل مفرط وبطريقة عشوائية دون تخطيط. فتتراكم الديون وتصبح عرضة للفوائد المتراكمة بالطبع، مما يعني زيادة في نسبة وقيمة هذه الديون يوماً بعد يوم، مما يعني أن قيمة مواردك الفعلية تقل كلما طالت مدة سدادك لهذه الديون.

6. أدرُس الجدوى قبل الوقوع في البلوى

تجنب التقليد الأعمى في كافة أمور حياتك، خاصة إذا تعلق الأمر بمسألة الاقتراض، فمثلا ترى أن شخصا نجح في أحد المشاريع، فتسعى إلى تقلده في تأسيس نفس المشروع وأنت لا تملك المال، وتتجه إلى القروض. فتكون العاقبة وخيمة لا سيما في الخسارة الكبيرة وتصبح في مواقف لا تحسد عليها.

يجب عليك أن تقوم بدراسة جدوى لأي مشروع تنوي بدءه لمعرفة نسبة نجاحه، و تحديد تكاليفه والفرص التسويقية وإيراداته المتوقعة والتحديات التي ستقابله، وتراعي في ذلك إمكانياتك المالية، حتى لا تتجه إلى الاقتراض الغير مدروس وتورط نفسك في أمر مشروع قد يفشل من الوهلة الأولى.

7. إجعل تسديد الدين همك الأول

إذا كان عليك ديون، إجعل مهمة سدادها من أولوياتك، فذلك يساعد على تقليل الدين والقضاء عليه بصفة نهائية. وحتى تنجح في المهمة عليك التخطيط لسدادها و عمل موازنات شهرية لمصاريفك و تخصص بندا للديون ضمن كل موازنة شهرية. هكذا سيسهل عليك التعامل معها والتخلص من هم الدين وغمه بصفة نهائية. إدارة أموالك بحكمة سيساهم في الحفاظ على مالك من الضياع ويسد الثغرات التي تأكل دخلك دون أن تدري.

8. اتَّق الله قبل الاقتراض ومعه

اتّق الله عندما ترغب في الاقتراض، فإذا أردت أخذ مال من شخص ما أو مؤسسة لترفع به ضيقا عن نفسك أو عن أهلك وصدقت في سداده، ستلقى الفرج من الله بعد الشدة واليسر بعد العسر. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم –  قال : “من أخذ أموالا لناس يُريدُ اداءها أدّى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله”.

فمن لم يتق الله في الدَّين الذي عليه وماطل، لقي من الله عنتاً وتلفا والجزاء من جنس العمل، فإن أحسن في القضاء أدَّاهُ الله عنهُ في الدنيا قبل الآخرة.

9. استعذ بالله من ضلع الدين

كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يُكثر ُمن الدعاء ويطلب السلامة من ضلع الدين ، وكان يقول : “اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزن والعجز الكسل والجُبن والبُخل وضلع الدَّين و غلبةالرجال”. وما أكثر من لايجد مالا يتناسب مع ضخامة الدين الذي عليه.

إذا كانت عليك ديون و استعصت عليك، لا تنسي أن تدعو بدعاء قضاء الدين. ان الله تعالى اذا فتح باب الرزق للعبد لا يستطيع احد ان يغلقه واذا اغلقه لايستطيع احد فتحه الا الله تعالى كما ورد في كتابه العزيز { مَّا يَفْتَّحِ اللهُ لِلِنَّاسِ مِن رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لهَاَ وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }.

هذه الخطوات مهمة جدا لكل راغب في تجنب الوقوع في الدين غير المدروس والذي يغرق صاحبها في ضغوط كبيرة ومشاكل لا تعد ولا تحصى وتعيده إلى نقطة الصفر من جديد.

5 رأي حول “حتى لا تغرق في الديون! إليك 9 وصايا”

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. مبارك عليكم الشهر الفضيل تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال… صراحه دخلت في شراكه مع شخص لأول مرة في حياتي.. اتبعنا الخطوات المرجوه.. ولكن هذا الشخص لم يوفي بشروط العقد. المبرم.. وترك لي المحل بديونه والتزامات اثقلت كاهلي.. والان انا عاحزه عن السداد… افيدوني. جزاكم الله خير الجزاء

    رد
  2. سلام وعليكم الإخوان انا عليا ديون نصحوني داكشي لي كان شد رتيب شهري مكيكفيني مالقيت حل نصحوني الله ارحم الوليدين

    رد
  3. كلام جيد جدا

    رد
  4. السلام عليكم ورحمة الله عندى محل اديره من سبع سنوات وكان لى شريك ومن عام فض الشراكه .واخذ كم من البضاعه وحاولت ان ارتفع بيه من اول وجديد بس للاسف عندى دين واخذت منه لسد الديون فوقع من جديد ولا اعرف ماذا افعل لارجعه لحالته الاولا افيدونى ولكم جزيل الشكر

    رد
  5. شكرا لك على هذه النصائح القيمة

    رد

أضف تعليق

آخر مقالات الموقع